دورات مجانية عبر الإنترنت في المملكة المتحدة


الجامعات البريطانية الرائدة تتخذ خطوة مبتكرة في التعليم عبر الإنترنت على مستوى العالم من خلال التعاون مع جامعة Open University لتقديم دورات تعليمية عبر الإنترنت مجانًا. سيتم تنفيذ هذا المشروع من خلال منصة تُعرف باسم FutureLearn، وتضم جامعات مثل King’s College London و Birmingham و Bristol و Cardiff و East Anglia و Exeter و Lancaster و Leeds و Southampton و St Andrews و Warwick. يهدف هذا المشروع إلى تسريع التحول الرقمي في قطاع التعليم في بريطانيا والتنافس مع منصات التعليم عبر الإنترنت مثل Coursera و edX الأمريكية.

نموذج الدورات التعليمية المفتوحة عبر الإنترنت (MOOC) وآفاقها في التعليم الرقمي

يعتمد هذا المشروع على نموذج الدورات التعليمية المفتوحة على الإنترنت (MOOC)، الذي انتشر بسرعة في الولايات المتحدة. تقدم MOOC بيئة تعليمية مرنة ومفتوحة لجمهور واسع، وتجذب ملايين المستخدمين حول العالم. في الدول النامية، يتزايد الطلب على التعليم عبر الإنترنت بسرعة، مما يخلق فرصًا استراتيجية للجامعات البريطانية. في هذا السياق، يهدف FutureLearn إلى توسيع نطاق وصول الجامعات البريطانية إلى الطلاب الدوليين وتعزيز قدرتها التنافسية في سوق التعليم العالمي.

الرؤية الرقمية المبتكرة للتعليم في الجامعات البريطانية

لا تستهدف هذه الخطوة المبتكرة في التعليم عبر الإنترنت التنافس الدولي فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تعزيز وصول المواطنين البريطانيين إلى التعليم. أكد البروفيسور مارتن بين، رئيس جامعة Open University، أن هذه المبادرة ستتيح للطلاب الوصول إلى شبكة أوسع من المعرفة من خلال منصات التعليم الرقمي، مما يوفر ابتكارات ومرونة أكبر في التعليم. في هذا السياق، يضيف التحول الرقمي والتعليم عبر الإنترنت بُعدًا جديدًا إلى النماذج التعليمية التقليدية.

مساهمة FutureLearn في التعليم وتأثيره العالمي

يهدف FutureLearn إلى تعزيز التنمية الأكاديمية والمهنية من خلال تقديم دورات تعليمية عالية الجودة. أكد المدير التنفيذي للمنصة، سيمون نيلسون، أن المبادرة لا تسعى فقط إلى جذب جمهور واسع، بل تركز أيضًا على تقديم تعليم عالي الجودة. حسب نيلسون، فإن المشاركة الجماعية للجامعات في هذه المنصة ستخلق تأثيرًا أقوى بكثير مما يمكن أن تحققه كل جامعة بمفردها.

تستهدف الدورات المقدمة على FutureLearn الطلاب الدوليين وكذلك المواطنين البريطانيين، مما يسهم في توسيع الوصول إلى الموارد التعليمية الرقمية. تضمن هذه المبادرة مرونة وإتاحة أكبر في التعليم عبر الإنترنت، مما يساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم المهنية والأكاديمية.

الجوانب الاقتصادية للتحول الرقمي في التعليم

يُعتبر قطاع التعليم في بريطانيا، الذي تقدر قيمته بـ 14 مليار جنيه إسترليني، واحدًا من أكبر مجالات التصدير في البلاد. في هذا السياق، تلعب المبادرات التعليمية عبر الإنترنت دورًا اقتصاديًا وثقافيًا. يهدف FutureLearn إلى استغلال هذا الإمكانيات لزيادة حصة الجامعات البريطانية في السوق التعليمية العالمية. يزداد الطلب على التعليم عبر الإنترنت خاصة في الدول النامية مثل البرازيل والهند والصين، مما يعد عاملًا حاسمًا في نجاح هذا المشروع.

كيف تعمل الدورات عبر الإنترنت؟

يتم تقديم برامج التعليم عبر الإنترنت والتعلم عن بعد بالكامل من خلال الإنترنت، ولكنها تعمل بطريقة مشابهة للتعليم التقليدي في الحرم الجامعي. بدلاً من حضور المحاضرات، يمكنك المشاركة في المحاضرات والندوات عبر الإنترنت. يتم دعم المواد الدراسية بمحتوى رقمي تفاعلي. يتمكن الطلاب من العمل في أوقات تناسبهم، ولكن يتعين عليهم تسليم المهام والمشاريع في المواعيد النهائية المحددة.

شروط القبول

قبل التقديم على الدورات عبر الإنترنت، من المهم قراءة متطلبات البرنامج بعناية. تختلف هذه المتطلبات حسب مستوى ونوع الدورة. تقوم العديد من برامج التعليم عن بعد بتقييم المتقدمين بشكل فردي، مع الأخذ في الاعتبار ليس فقط المؤهلات الأكاديمية ولكن أيضًا الخبرة العملية. لذلك، قد لا يكون عدم الحصول على شهادة الثانوية العامة أو درجة البكالوريوس عائقًا. تشمل الدورات المقدمة العديد من المجالات المهنية والتعليم مدى الحياة.

الاعتراف بالتعلم السابق (Recognition of Prior Learning – RPL)

إذا كنت تمتلك معرفة أو مهارات أو خبرة مهنية على مستوى جامعي، يمكنك التقديم للاعتراف بها من خلال عملية الاعتراف بالتعلم السابق (RPL)، مما قد يمنحك أرصدة دراسية ويقلل من مدة الدراسة المطلوبة.

استخدام بيئة التعلم الافتراضية (Virtual Learning Environment – VLE)

كما هو الحال في التعليم الجامعي التقليدي، يتم تقديم المواد الدراسية عبر الإنترنت والمهام والمشاريع من خلال منصات تُعرف باسم بيئة التعلم الافتراضية (VLE). لكل برنامج صفحة خاصة به على VLE تحتوي على الكتب الدراسية والمقالات الأكاديمية والتقارير والموارد المتعددة الوسائط. توفر هذه المنصات إمكانية الوصول على مدار 24 ساعة إلى محتوى الدورة. يمكن للطلاب أيضًا المشاركة في مناقشات عبر الإنترنت، والتعاون في مشاريع جماعية، والاجتماع بشكل فردي مع المدرسين.

التقييم والامتحانات

في التعليم عبر الإنترنت، غالبًا ما تكون الامتحانات أقل أهمية مقارنة بالتعليم التقليدي. يتم التقييم عادةً من خلال المهام المكتوبة والمشاريع والتقارير. قد تتضمن بعض الدورات اختبارات قصيرة أو عروض تقديمية. تشمل بعض البرامج أيضًا تقديم مهام تجريبية مع تقديم ملاحظات قبل التقييم النهائي.

الحضور إلى الحرم الجامعي

من المزايا الكبيرة لبرامج التعليم عبر الإنترنت عدم الحاجة إلى حضور الحرم الجامعي. ومع ذلك، توفر بعض الجامعات للطلاب فرصة المشاركة في فعاليات الحرم الجامعي أو حضور برامج توجيهية. تكون هذه الأنشطة غالبًا اختيارية وتعتمد على رغبة الطالب.

الدعم والمساعدة

من المهم أن تفهم أنه في التعليم عبر الإنترنت، لست وحدك. توفر الجامعات شبكة واسعة من الدعم للطلاب عبر الإنترنت. المكتبات الإلكترونية تقدم الوصول إلى المواد الدراسية، وهناك أيضًا إمكانية طلب الكتب عبر البريد أو الحصول على نسخ رقمية من المقالات. تتوفر أيضًا “مرشدين لدعم التعلم” يساعدون في تطوير المهارات الأكاديمية وفهم المواد. بالإضافة إلى ذلك، يتوفر الدعم الفني للتعامل مع أي مشاكل تتعلق بالتعلم عبر الإنترنت.

القروض والتمويل للطلاب

يمكن للطلاب عبر الإنترنت الاستفادة من القروض الدراسية والفرص المالية الأخرى في العديد من الدول.

مزايا التعليم عبر الإنترنت

التعليم عبر الإنترنت يتمتع بالعديد من المزايا، منها:

  • العمل وفقًا لجدولك الخاص.
  • الوصول من أي مكان في العالم.
  • تطوير مهارات التعلم المستقل.
  • تقليل التكاليف.

الاستعداد للتعليم عبر الإنترنت

قبل البدء في التعليم عبر الإنترنت، من المهم تنظيم بيئة العمل الخاصة بك والتواصل مع المدرسين وزملائك الطلاب لتسهيل عملية التكيف.

منصة FutureLearn، التي تم إطلاقها بمشاركة الجامعات البريطانية، تمثل خطوة مبتكرة في مجال التعليم عبر الإنترنت، حيث تسهم في توسيع الوصول إلى الموارد التعليمية الرقمية عالميًا وتعزيز القدرة التنافسية لبريطانيا في سوق التعليم العالمية.